▪︎ مجلس نيوز
سجلت صناديق التحوط أفضل بداية لها في سنة تقويمية منذ ما قبل الأزمة المالية. لكن وراء الأرقام الرئيسية القوية، يكافح المديرون للتعامل مع بعض التحركات المربكة في الأسواق.
ارتفعت الصناديق 6 في المائة في الربع الأول، وفقا لمجموعة البيانات إتش. إف. آر، مدعومة بارتفاع أسواق الأسهم والارتفاع الحاد فيما يسمى مجالات “القيمة” في أسواق الأسهم والائتمان التي تفضلها بعض الصناديق.
بعض العائدات كانت لافتة للنظر. كسبت شركة سنفيست 67 في المائة بمساعدة مركز جيد التوقيت في جيم ستوب. ارتفع صندوق أودي الأوروبي التابع لشركة كريسبن أودي، وهو أحد أكثر الصناديق تقلبا في القطاع، بنسبة 56 في المائة. وكسب صندوق لي إينسلي مافريك كابيتال الذي استفاد من ارتفاع القيمة، أكثر من 40 في المائة.
لكن بغض النظر عن هذه الأرقام، معظم المستثمرين في صناديق التحوط لم يتمتعوا بمثل هذه المكاسب القوية، وكانت عوائد عديد من المديرين أكثر اعتيادية. مثلا، اكتسبت صناديق الأسهم 7.1 في المائة في الربع الأول، بناء على متوسط الأداء حسب عدد الصناديق. لكن هذا الرقم منحرف بفعل مكاسب قوية من الصناديق الأصغر. عندما يتم ترجيح الأداء بالأصول بدلا من ذلك، كانت الأموال أكثر تواضعا؛ 2.8 في المائة في المتوسط.
ولكل مدير يتصدر الرسوم البيانية، هناك صندوق ضعيف في أعماق المنطقة الحمراء. تُظهر بيانات إتش. إف. آر أن الفجوة بين أفضل الصناديق وأسوئها أداء أعلى مما كانت عليه في أي وقت في العامين السابقين لأزمة فيروس كورونا.
قال سيدريك فوينير، رئيس الصناديق المُدارة البديلة السائلة في سيز كابيتال: “كان أداء صناديق التحوط في الربع الأول مثل سوق (الأسهم) – المؤشرات جيدة جدا، لكن أداء بعض الاستراتيجيات أو القطاعات الأساسية كان دون المستوى”.
تتمثل المشكلة الرئيسية لكثير من المديرين في أن الأسواق لا تعمل بالفعل بالطريقة التي يتوقعونها في العادة. أدت تريليونات الدولارات من تحفيز البنك المركزي، إضافة إلى زيادة نشاط مستثمري التجزئة خلال الوباء، إلى كسر بعض العلاقات المجربة والموثوقة بين الأخبار وتحركات الأسعار التي بنى عليها المديرون أنظمتهم.
خذ، مثلا، شركة ساندبار لإدارة الأصول التي يوجد مقرها في لندن. خسرت هذا العام 3.9 في المائة في صندوقها المحايد لسوق الأسهم العالمية البالغ حجمه 2.4 مليار دولار. هذا يسلط الضوء على العلاقة بين أسعار الأسهم والتغيرات في توقعات الأرباح. بشكل طبيعي وبدهي يجب أن يعني التحسن في التوقعات بشأن أرباح الشركة ارتفاع سعر سهمها، في حين أن زيادة التشاؤم يجب أن يؤدي إلى العكس.
بدلا من ذلك، انخفض هذا الارتباط بشكل حاد في الأشهر الأخيرة كما قالت شركة ساندبار في عرض تقديمي للمستثمرين، مشيرة إلى أنه تراجع “إلى مستويات لم نشهدها في العقد الماضي”. وفي قطاعات مثل صناعة الطيران تحول الأمر إلى حالة سلبية، ما يعني أن تحسن توقعات الأرباح أدى في الواقع إلى انخفاض أسعار الأسهم.
كانت شركة صناديق التحوط السويدية آي. بي. إم ضحية أخرى لتغيير علاقات السوق. كان يُنظر إليها في السابق على أنها أحد أفضل مديري الاقتصاد الكلي في أوروبا الذين يتداولون بالكمبيوتر في العملات والسندات والأسهم، لكنها سقطت في مواجهة التغيير الذي حدث في ارتباطات السوق التي يعتمد عليها. تراجعت أصول الشركة المملوكة لمجموعة كاتيلا المالية، من ثمانية مليار دولار إلى مليار دولار، وهي تعكف على إغلاق أبوابها الآن، مشيرة إلى أن بيئة الاستثمار كانت صعبة “بالنسبة إلى الاستراتيجيات التي تركز على الأساسيات الاقتصادية”.
كل هذا يقود إلى خسارة ما يسميه المطلعون في الصناعة “ألفا” – المصطلح الخاص بـ”الخلطة السرية” للصناعة، أو القيمة المضافة العالية التي يُفترض أن يضيفها المديرون من خلال الرهانات التي يأخذونها على الأسهم والأوراق المالية الأخرى.
تعد ألفا مهمة لأنها المبرر الرئيسي الذي تستخدمه صناديق التحوط لفرض رسوم عالية على العملاء. التغلب على الأسواق أمر صعب، بالتالي ألفا نادرة وقيمة. إذا كانت عائدات صندوق التحوط تأتي فقط من مكاسب السوق، وليس من مهارة المدير، فلماذا لا تشتري فقط أداة رخيصة تتعقب مؤشرا بدلا من ذلك؟
تستشهد شركة ساندبار التي اعترفت بأن برنامج ألفا الخاص بها كان “هزيلا”، ببيانات من مورجان ستانلي تظهر ألفا سلبية كبيرة هذا العام بين عملاء صناديق التحوط طويلة الأجل التي تتعامل في الأسهم العالمية. بعبارة أخرى، اتخاذ هذه الرهانات التي تتطلب أبحاثا معمقة، تسبب في خسارة المال.
تُظهر البيانات أيضا أن معدل ألفا للصناديق في الربع الأول كان أقل كثيرا من المتوسط الذي تم تحقيقه خلال العقد الماضي، وأقل كثيرا أيضا من السنوات الصعبة بالنسبة إلى رهانات صناديق التحوط مثل 2016 و2018.
كان أداء صناديق التحوط جيدا خلال فوضى السوق في عام 2020 وهي، في المتوسط، لا تزال في المنطقة السوداء هذا العام. لكن بعض المديرين يشعرون بالقلق. إذا لم يتمكنوا من إثبات أن رهاناتهم المدروسة جيدا والموضوعة بعناية تضيف أي قيمة، سيتساءل العملاء عن سبب حاجتهم إلى الاستثمار معهم.