[ad_1]
مجلس نيوز | majlis-news
إصلاح السلوك والعادات السلبية من أصعب الأمور بقدر ما النصح بها في غاية البساطة، هذا للفرد فكيف بمحاولة تصحيح وتغيير النمط الاستهلاكي للمجتمع، هنا لا بد أن تدخل للمجتمع من مفاتيحه بعد دراية بها ومعرفة أبعادها ونموذج على ذلك استخدام الأمثال الشعبية والعبارات الدارجة كما فعلت وزارة البيئة في حملتها للتشجيع على ترشيد استهلاك المواد الغذائية التي حسب ما ذكرت عن هدر أكثر من أربعة ملايين طن كل عام، اختارت الوزارة عبارة “النقص ولا الزود”، لكنها في تقديري الشخصي لم تكن مناسبة عكس العبارة الدارجة بتقديم النقص على الزود لا يحقق الأثر المطلوب، فلا أحد يقبل بالنقص خاصة عند دعوته لضيوف، حتى الضيوف إن صمتوا عند “التقليط” سيسن بعضهم ألسنة حدادا “يطقطقون” بها على صاحب الدعوة مستقبلا.
ونلاحظ أنه رغم جرعات وعظ ديني للمجتمع خلال أعوام طويلة تم فيه التذكير بـآيات قرآنية كريمة وأحاديث نبوية شريفة لم يتحقق أثر يذكر بدليل الكميات المهدرة والصور المبهرة.
أحد الأسباب هو غياب القدوة، وعلى سبيل المثال في الأفراد المؤثرين قد يظهر واعظ داعيا أو مدعوا بصورة أو مقطع وأمامه مفاطيح لعدد قليل من المدعوين تنسف كل ما يردده في مواعظه، وفي الجانب المؤسسات جهات حكومية لديها القدرة على وضع أنظمة تخفف الهدر من “المطاعم مثلا” وتكتفي بإعادة التغريد لهاشتاق حملات الترشيد، أو تعرض جهة أخرى صورا وفيديوهات لمناسبة ترعاها الهدر فيها بين الملامح.
ترشيد استهلاك المواد الغذائية مطلب وهو حلقة من سلسلة حلقات قلادة الرشد الذي يجب أن تتضح صوره في كثير من سلوكياتنا مثل استهلاك الطاقة أو الماء وغيرهما فهو فعل أخلاقي راق رشيد لا يتجرأ.
ثم إن هناك طوفان من الترغيب والحث على الاستهلاك بانفتاح إعلاني دعائي يدخل كل تفاصيل حياة الأسرة تتوافق معه نزعة تفاخر تجدها في صور الولائم والطبخات التي تتنافس فيها “الستات” على وسائل التواصل سواء من عمل منزل أو تصوير طاولة طعام في مطعم.
توقيت ممتاز لحملة التوعية للترشيد وكان بالإمكان استخدام عبارات أبلغ مثلا “على قدر الحاجة” أو “لا النقص ولا الزود”، ثم إن من المكمل للتوعية، وما يصحح السلوك، التعريف بالطرق والأساليب المبتكرة لترشيد استهلاك المواد الغذائية.
[ad_2]
Source link