أعلن كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غاريد كوشنر عن أمله بعقد اتفاقيات سلام بين الدول العربية وإسرائيل، ما فتح المجال للحديث عن إمكانية أن تحذو دول عربية أخرى حذو الإمارات العربية المتحدة.
جاء هذا خلال مؤتمر صحفي، عقده كوشنر الخميس (13 أغسطس/آب 2020)، مؤكدا خلاله أن الإدارة الأمريكية تجري محادثات مع دول عربية أخرى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وسيتم الإعلان عنها قريبا خلال الأشهر القادمة.
وكان مستشار ترامب للأمن القومي روبرت أوبراين، قد توقع الإعلان عن اتفاقات مماثلة بين إسرائيل ودول عربية، معلّلا بوجود “دول عربية أخرى مستعدة” لخطوة من هذا النوع.
فمن هي إذا الدول المرشحة لذلك؟
“إيران العدو المشترك”
يتوقع خبراء أن تكون اتفاقية السلام بين إسرائيل والإمارات، خطوة تستند إليها قرارات عربية قادمة من أجل توقيع اتفاقيات مماثلة مع إسرائيل، إذ أن الاتفاق الأخير أكد على تقارب ديناميكيات سياسية متغيرة في المنطقة ترى فيها الدول العربية السنية إيران عدوا أكبر من إسرائيل، كما تذكر صحيفة “نيويورك تايمز”.
وكتبت الصحيفة نقلا عن ثلاثة مسؤولين في جهاز الاستخبارات الإسرئيلية “الموساد”، أن الجهاز استثمر منذ سنوات في علاقات سرية مع دول الخليج، والتقى مديره يوسي كوهين نظرائه في الإمارات والسعودية وقطر والأردن ومصر.
وما يبدو جليا في هذا التقارب الإسرائيلي العربي، التقارب الإسرائيلي الخليجي تحديدا. ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى المخاوف المتزايدة من النفوذ الإيراني في المنطقة، وإلى المحاولات المتواصلة للحد منه. ويشرح الخبير فيتز فرانتزمان، في مقاله في صحيفة “جيروزاليم بوست”، إن هذا التقارب كان واضحاً منذ سنوات، وقد أشارت الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان في عام 2018، ومناقشات صفقة القرن في البحرين في عام 2019، ومؤتمر حوار المنامة، واجتماعات أخرى، “إلى أن العلاقات كانت قاب قوسين أو أدنى”، على حد تعبيره.
اقرأ أيضا: الاتفاق الإسرائيلي ـ الإماراتي.. عباس يرفض والسيسي يرحب
وفي حديث سابق إلى قناة الحرة الأمريكية، ذكر كبير المستشارين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ريتشارد غولدبيرغ، أن البحرين وعمان والسعودية، وربما العراق ستمضي باتجاه السلام مع إسرائيل، بفعل وجود “تهديدات جديدة منها إيران، تجعل دول المنطقة تقرر عقد سلام مع إسرائيل”.
من هي الدولة العربية القادمة؟
يتجه أغلب الخبراء في تحليلاتهم، إلى أن تكون البحرين على رأس القائمة، خاصة بعد ترحيبها بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي. وكتب الصحفي الإسرائيلي دانييال سيروتي في صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، أن ترحيب المنامة بالقرار، وتصريحات كوشنر، يشيران بشكل كبير إلى أن البحرين قد تكون الدولة العربية القادمة في توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل.
فيما يشرح الخبير فرانتزمان أن لدول الخليج جدول زمني خاص، وفهم ذاتي لاحتياجاتها، “ولهذا فإن البحرين لم تكن البالون التجريبي لعلاقات أفضل مع إسرائيل، كما كان متوقعا منذ سنوات”، وذلك بسبب احتوائها على عدد كبير من الشيعة، وبسبب الاحتجاجات والتوترات التي واجهتها في الماضي، ولكن هذا قد يتغير الآن.
ويعزز هذا الرأي قيام مملكة البحرين باستضافة مؤتمر بقيادة البيت الأبيض العام الماضي يهدف إلى بدء خطة الرئيس الأمريكي ترامب للسلام الإسرائيلي الفلسطيني.
فيما تذكر صحيفة “نيويورك تايمز”، من خلال خبرائها من بينهم إيزابيل كيرشنير وبيتير باركر، إن استضافة سلطان عُمان قابوس بن سعيد لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عام 2018، يجعل منها الدولة الثانية بعد شقيقتها البحرين.
الدولة الثالثة والتي يعتقد الخبراء أنها ستكون حذرة في مساعيها، هي المملكة العربية السعودية، إذ كتبت الصحيفة نقلا عن محللين اعتقادهم بأن ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، يرغب في اتخاذ مثل هذه الخطوة لكنه سيمتنع عنها؛ خشية من ردود فعل التيارات “المحافظة” في بلده.
وذكرت ياسمين فاروق، الباحثة الزائرة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي لـ”نيويورك تايمز” إن “هناك نخبة جديدة في المملكة العربية السعودية ترغب في أن تفعل الشيء نفسه، لكنها لا تتمتع بنفس حرية الحركة التي يتمتع بها بلد مثل الإمارات”.
في حين يرى الخبير فرانتزمان، في مقاله، إن رعاية الولايات المتحدة للاتفاق هو غطاء رئيسي لوجهات نظرها “الدافئة” تجاه إسرائيل، ومع ذلك، لم تكن الرياض، على عكس البحرين أو عمان أو الإمارات العربية المتحدة، مفتوحة لأي زيارات علنية من الإسرائيليين أو حتى لأي نوع من النقاش حول الحياة اليهودية، كما كان الحال في الإمارات العربية المتحدة، “وهذه خطوات رمزية رئيسية مهمة”، على حد قوله.
“ماذا ستفعله قطر؟”
ولكن السؤال العام في الخليج الآن هو كيف سيكون رد فعل النخب في قطر، الدولة التي تحتل المرتبة الرابعة على قائمة توقعات المحللين، كما يذكر فرانتزمان.
وكان المحلل سيغفورد نويباور كتب في صحيفة “فورين بوليسي” إن إسرائيل قد تلعب دورا في وضع أسس السلام في العالم العربي خاصة ما بين قطر والدول الخليجية، وذكر في مقال لاحق عنونه بـ “اليهود وقطر شركاء في السلام وليسوا أعداء في الرأي”، إن دور إسرائيل غير العادي في المساعدة على استقرار أزمة الخليج تدركه الدوحة جيدا، علاوة على ذلك، كان أمير قطر آنذاك الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قبل تنازله عن العرش لصالح ابنه، فخوراً جداً بعلاقته مع إسرائيل، والذي يضع إشارات واضحة إلى إمكانية توجه قطر لوضع أسس سلام مع إسرائيل.
يشار إلى أن اتفاق السلام ما بين الإمارات وإسرائيل هو الثالث من نوعه بعد مصر والأردن.
م.ش
-
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
إعلان التأسيس والاعتراف
في الـ 14 من أيار/ مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. وكانت أمريكا أول الداعمين لتلك الدولة والمعترفين بها ورُفع علم الدولة الجديدة أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك. قيام إسرائيل فتح الباب على مصراعيه لـ”صراع الشرق الأوسط”.
-
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
“أرض الميعاد”
اليهود أكبر مكون في المجتمع الإسرائيلي. ويصل عدد سكان الدولة العبرية اليوم أكثر من 8٫5 مليون نسمة. وينعت اليهود موطنهم الحالي بـ”أرض الميعاد”، إذ يعتقدون أن الرب وعد إبراهيم وعاهده على أن تكون هذه الأرض لنسله، وبأنها الأرض التي سيعود إليها اليهـود.
-
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
“النكبة”
“عيد الاستقلال” بالنسبة للإسرائيليين هو ذكرى “النكبة” بالنسبة للفلسطينيين. فبسبب حرب 1948 فقد فلسطينيون كثر بيوتهم ومورد رزقهم. وقدر عدد الذين خرجوا من بلدهم حينذاك بـ 700.000 فلسطيني، يُنعتون اليوم باللاجئين الفلسطينيين.
-
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
حرب الأيام الستة
تعددت الحروب بين إسرائيل وجيرانها العرب، ففي 5 حزيران/ يونيو 1967 نشبت حرب جديدة بين الدولة العبرية وبين كل من مصر وسوريا والأردن، لتكون الثالثة في سلسلة الصراع العربي الإسرائيلي. لكنها سرعان ما انتهت بنصر إسرائيلي واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان.
-
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
لاجئون في دول الجوار وفي الضفة والقطاع
يُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم بحوالي 5 مليون لاجئ فلسطيني. وحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، فإن اللاجئين الفلسطينيين يوجدون بـ 58 مخيم في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. وتُطلق كلمة “لاجئ” على الخارجين من فلسطين بعد نكبة 1948، في حين يقال “نازحون” لمن غادروا فلسطين بعد “نكسة” 1967.
-
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
ظروف مزرية
يعيش اللاجئون الفلسطينيون أوضاعاً اجتماعية واقتصادية قاسية في المخيمات. فقد كشفت أونروا في تقاريرها عن الأوضاع المزرية لهؤلاء، والتي تمتاز عموماً بالفقر وبالكثافة السكانية وبظروف الحياة المكبلة. علاوة عن بنية تحتية غير ملائمة كالشوارع والصرف الصحي. ويشار إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في هذه المخيمات لا “يملكون” الأرض التي بني عليها مسكنهم، في حين يمكنهم “الانتفاع” بالأرض للغايات السكنية.
-
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
لماذا أنوروا؟
الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. وتعمل على المساعدة والحماية وكسب التأييد لهم، وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم. وتخصص الوكالة مدارس وعيادات صحية ومراكز توزيع داخل المخيمات وخارجها. تم تأسيس الوكالة بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
-
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
حرب رابعة
في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973 قام الجيشان المصري والسوري بهجوم مفاجئ على القوات الإسرائيلية المرابطة في سيناء وهضبة الجولان. حقق الجيش المصري هدفه من الحرب بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع دفاعية. انتهت الحرب رسمياً مع نهاية 24 أكتوبر مع خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي الإسرائيلي.
-
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
مصر تفتح الباب
في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 1977 فاجئ الرئيس المصري أنور السادات العالم بزيارته إلى إسرائيل، لتنطلق مفاوضات سلام شاقة برعاية أمريكية وتتوج في سبتمبر/ أيلول 1978 بتوقيع اتفاقات كامب ديفيد، التي تبعها توقيع معاهدة السلام في 26 آذار/ مارس من عام 1979. أنهت المعاهدة حالة الحرب وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء. لم يحظ السلام بالتأييد في العالم العربي، إذ اعتبرها العرب آنذاك “خيانة” للفلسطينيين.
-
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
اتفاق أوسلو
بعد شهور من المفاوضات السرية الموازية لعملية السلام التي انطلقت في مدريد عام 1991 تم في 13 من سبتمبر/ أيلول 1993 في حديقة البيت الأبيض توقيع اتفاق أوسلو الذي كان إعلاناً عن المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقال. حصل كل من ياسر عرفات وإسحاق رابين وشيمون بيريز على نوبل للسلام. لكن المعاهدة قوبلت برفض فصائل فلسطينية لها. انعقدت جولات كثيرة لاستكمال السلام الذي تعثر باندلاع الانتفاضة الثانية.
-
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
معاهدة وادي عربة
في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1994 وبرعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وقع رئيس الأردن وإسرائيل معاهدة سلام بينهما. أنهت معاهدة وادي عربة رسمياً عقوداً من حالة الحرب، بيد أنها لم تكتسب شرعية شعبية في الأردن حتى اليوم، ففي نظر الشريحة الأكبر من الأردنيين، الذين يشكل الفلسطينيون أكثر من نصفهم، لا تزال إسرائيل “عدواً”. وبموجب المعاهدة احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس.
-
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
حق العودة
حق العودة حلم يراود معظم اللاجئين الفلسطينيين. ولجأ الفلسطينيون وخصوصاً بعد اتفاق أوسلو إلى تشكيل لجان ومؤسسات بهدف الحفاظ على قضية اللاجئين والدفاع عن حق العودة.
-
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
الإمارات والدولة العبرية تعلنان التطبيع الكامل
توصلت الإمارات وإسرائيل إلى “اتفاق سلام تاريخي”، حسب الرئيس ترامب الذي قال إنهما ستباشران قريبا لقاءات لعقد اتفاقيات عدة. وتعد الإمارات أول بلد خليجي يعلن عن تطبيع كامل مع إسرائيل. محمد بن زايد أعلن في تغريدة أنه تم في اتصال مع ترامب ونتانياهو “الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية. بيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رد بأن مخطّط الضمّ “تأجّل” لكنّه “لم يُلغ”. م.م/خ.س