رفضت ناميبيا عرض ألمانيا الخاص بتعويضها عن فترة استعمار البلاد، إذ قال مستشار للرئيس الناميبي هيج جينغوب، لصحيفة محلية إن العرض الذي قدمته برلين لبلاده غير مقبول. واقترحت ألمانيا مبلغ عشرة ملايين يورو.
لكن الرئيس الناميبي غرّد عبر موقع “تويتر” أنه تم إخطاره بوضع المحادثات وأنه أوصى باستئناف المفاوضات، وتابع: “سنظل مصممين على استكمال هذه المهمة الرئيسية”.
وأشار مستشار الرئيس الناميبي إلى إن الحكومة الألمانية وافقت على تقديم “اعتذار غير مشروط” لناميبيا، وأضاف أن برلين رفضت استخدام لفظ “تعويض”، وبدلا من ذلك اقترحت استخدام عبارة “تضميد الجراح”، غير أن الفريق الناميبي في المفاوضات اعتبر هذا التعبير غير كاف.
وكانت الامبراطورية الألمانية التي عُرِفَتْ باسم (الرايخ الألماني) استعمرت ناميبيا في الفترة من عام 1884 حتى عام 1915 وأخمدت آنذاك انتفاضتين لجماعتين شعبيتين بطريقة وحشية، وهو ما اعتبره مسؤولون ألمان إبادة جماعية.
ويقول مؤرخون إن نحو 65 ألفا من قبائل الهيريرو (البالغ عددها 80 ألف شخص) وما لا يقل عن عشرة آلاف شخص من قبائل الناما (البالغ عددها 20 ألف شخص) لقوا حتفهم جراء ذلك. وتتفاوض الحكومتان الألمانية والناميبية منذ سنوات حول تعويضات.
ويطالب ممثلون عن قبائل الهيريرو والناما، البرلمان الألماني بالاعتذار عن الجرائم التي تم ارتكابها إبان الحقبة الاستعمارية وتقديم تعويض مالي. وسعت القبيلتان إلى محاكمة برلين عبر القضاء الأمريكي، إلّا أن الحكومة الألمانية اعتبرت أن هذا الأمر غير ممكن من الناحية القانونية.
وفي عهد المستشار أوتو فون بيسمارك، تأسست الإمبراطورية الاستعمارية الألمانية على مجموعة من الأراضي المتفرقة التي تسمى حاليا بأسماء عدة دول منها الكامرون وناميبيا وتوغو، لكن خسارتها في الحرب العالمية الثانية دفعت ألمانيا، حسب معاهدة فرساي، إلى التخلّي عن مستعمراتها، ما أدى إلى حلول قوى استعمارية أخرى مكانها، خاصة فرنسا وبريطانيا.
إ.ع/أ.ح (رويترز)
-
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
“مستقبلنا على الماء”
في عهد المستشار أوتو فون بيسمارك، تأسست الإمبراطورية الاستعمارية الألمانية على الأراضي التي تدعى في يومنا الحاضر: ناميبيا، كاميرون، توغو، وأجزاء من تنزانيا وكينيا. سعى الإمبراطور ويليام الثاني، الذي توج في عام 1888 إلى توسيع المستعمرات من خلال إنشاء أساطيل جديدة، الظاهرة في الصورة. فقد أرادت الإمبرطورية الألمانية (مكاناً لها في الشمس)، كما أعلن المستشار برنارد فون بولوف في عام 1897.
-
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
المستعمرات الألمانية
كانت معظم المستعمرات تتمركز في منطقة المحيط الهادئ (شمال غينيا الجديدة، أرخبيل بيسمارك، جزر مارشال وسليمان، ساموا) وفي الصين. حدد المؤتمر الذي عقد في بروكسل عام 1890 ضم مملكتي رواندا وبوروندي إلى الإمبراطورية الألمانية في شرق أفريقيا الألماني. وفي نهاية القرن التاسع عشر كانت المستعمرات الألمانية في أوجها.
-
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
العنصرية
كان البيض يشكلون أقلية ذات امتيازات عالية في المستعمرات، أقل من 1% من السكان. عاش حوالي الـ 25 ألف ألماني في المستعمرات في عام 1914، أقل من نصفهم بقليل في جنوب غرب أفريقيا الألمانية. أعتبر الـ13 مليون من السكان الأصليين على أنهم أتباع مجردين من حقوقهم.
-
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
الإبادة الجماعية الأولى في القرن العشرين
تعتبر الإبادة الجماعية ضد هيريرو وناما في جنوب غرب أفريقيا الألماني ( ناميبيا في الوقت الحاضر)، من أخطر الجرائم في تاريخ ألمانيا الاستعمارية. هرب معظم ثوار هيريرو خلال معركة واتربيرغ في عام 1904 عبر الصحراء، حيث قطعت القوات الألمانية وصولهم إلى المياه بشكل ممنهج. قدر عدد الذين لقوا حتفهم هناك ما يفوق الـ 60 ألف من السكان الأصليين.
-
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
الجريمة الألمانية
لم ينج سوى ما يقارب الـ 16 ألف شخصاً من الهيريرو من الإبادة الجماعية، إلا أنهم احتجزوا في معكسرات اعتقال حيث مات منهم الكثير. وما زال العدد الحقيقي للضحايا يشكل نقطة جدلية. كم من الوقت نجوا بعد هروبهم عبر الصحراء بالرغم من نحولهم؟ بجميع الأحوال، فقدوا كل ممتلكاتهم الشخصية وسبل العيش وأية تطلعات مستقبلية.
-
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
حرب استعمارية مع عواقب قريبة المدى
تصاعد تحالف من المجموعات العرقية ضد الحكم الاستعماري في شرق أفريقيا الألمانية. وقدر عدد الذين ماتوا في ثورة ماجي ماجي بـ 100 ألف شخص. بالرغم من تجنب مناقشتها أو ذكرها فيما بعد بألمانيا، إلا أنها تشكل جزءً هاماً من تاريخ تنزانيا.
-
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
الإصلاحات 1907
في أعقاب الحروب الاستعمارية، أعيدت هيكلة الإدارة في المستعمرات الألمانية بهدف تحسين شروط المعيشة. عُيّن رجل الأعمال الناجح برنارد ديرنبرغ وزيراً لشؤون المستعمرات في عام 1907 الذي قدم مجموعة من الإصلاحات في السياسات الاستعمارية لألمانيا.
-
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
علوم ومستعمرات
جنباً إلى جنب مع إصلاحات ديرنبرغ، أنشئت المؤسسات العلمية والتقنية للتعامل مع القضايا الاستعمارية وأسست الكليات في الجامعات التي تعرف اليوم بـ جامعة هامبورغ وجامعة كاسل. حضّر روبرت كوخ بعثة علمية إلى شرقي أفريقيا في عام 1906. في الصورة أعلاه تظهر العينات المجهرية التي جمعت هناك.
-
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
خسارة المستعمرات
بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى، وقعت ألمانيا معاهدة السلام في مؤتمر فرساي عام 1919 التي تنص على أن البلاد تتخلى عن سيادتها في مستعمراتها. تظهر الملصقات الظاهرة في الصورة مخاوف ألمانيا من تبعات الخسارة: ضعف القوة الاقتصادية والفقر والحياة البائسة في الوطن.
-
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
الطموحات الإستعمارية للرايخ الثالث
عادت الطموحات الاستعمارية بالظهور في عهد النازيين، ولا تقتصر على تلك المنصوص عليها في (الخطة الرئيسية للشرق) التي تمثلت بالإبادة الجماعية والعرقية في وسط وشرق أوروبا. وهدف النازييون أيضاً لاستعادة المستعمرات التي خسروها في أفريقيا، كما توضح هذه الخريطة المدرسية من عام 1938. كانت المستعمرات لتوفير الموارد اللازمة لألمانيا.
-
ألمانيا الإفريقية ـ تاريخ استعماري مظلم لا بد من كشفه
نهج شائك
تدخل المفاوضات من أجل الاعتراف بالإبادة الجماعية في هيريرو وناما مرحلة صعبة. في حين تماطل ألمانيا فيما يتعلق بالتعويض المالي، هناك تخاذل أيضاً في البنية السياسية في نامبيا. رفع ممثلوا هيريرو مؤخراً شكوى رسمية للأمم المتحدة اعتراضاً على إقصائهم من المفاوضات الحالية. جوليا هيتز/ ريم ضوا.
Source link