يرجح عدد من الخبراء حول العالم أنه في حالة التوصل إلى لقاح أو مصل فعال ضد فيروس كورونا المستجد، فربما سنكون حينها في حاجة للحصول على جرعة منه سنويا للوقاية من الإصابة بالمرض.
وأعلن باسكال سوريوت، الرئيس التنفيذي لشركة “أسترازينيكا” البريطانية لصناعة الدواء، والعاملة حاليا على اختبار العقارالذي طوره فريق جامعة أكسفورد، أن المناعة الناتجة عن استخدام الأمصال المقترحة ضد فيروس كورونا ربما تستمر لفترة تتراوح بين 12 و18 شهراً.
ففي تصريح لشبكة CNBC، يقول سوريوت: “ما نعرفه هو أن غالبية الشركات تستهدف جرعتين من اللقاح المبدئي، وافتراضنا مبني على ما نعرفه من التكنولوجيا التي نستخدمها مع فيروس سارس وهو أن المناعة يمكن أن تدوم لـ 12 أو 18 شهراً“. وأضاف سوريوت أن الحقيقة هي أن فيروس كورونا من الصعب جدا “توقعه”، على حد وصفه.
أما إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، فأعلنت أنها تأمل في أن تصل فعالية اللقاح ضد فيروس كورونا لمعدل 50 بالمئة على الأقل، كما ذكرت أنه ربما ستكون هناك حاجة لجرعات تالية منشطة، وفقا لما ذكره موقع abc الإخباري.
لكن الخبراء يأكدون أنه حتى بالرغم من أن اللقاح ربما لن يكون مثاليا، فإن هذا لا يعني أنه لن يكون منقذا للأرواح.
ويرى كليمينس فيندتنر، مدير قسم علم الأمراض بعيادة شفابينغ ميونيخ، أن الأمر فيما يتعلق بفيروس كوفيد-19 ربما يكون مشابها لفيروس الإنفلونزا، حيث يحتاج الشخص إلى الحصول على اللقاح بانتظام عدة مرات.
ويقول فيندتنر لموقع “تي أونلاين” (T-online): “فكرة أن الشخص عليه الحصول على مصل ضد كوفيد-19 يستمر مفعوله على مدار الحياة يعتبر وهما. وليس من الغريب ألا يدوم مفعول اللقاحات لسنوات، ولكن لابد من إنعاشها بانتظام“.
في حالة فيروس الإنفلونزا، على سبيل المثال، تستمر المناعة ضده لعدة شهور، وهو ما يكفي للاستعداد لموسم نزلات البرد في فصل الشتاء.
وينبه فيندتنر إلى أن تأثير المواسم يمكن ملاحظته أيضا بالنسبة لفيروس كورونا المستجد، إذ أن من الملحوظ دور الحرارة والأشعة فوق البنفسجية خلال فصل الصيف في تثبيط الفيروس.
د.ب/ص.ش
-
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
“يخبو سريعاً”
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن “تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً”.
-
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: “لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً … أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام”.
-
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة “موديرنا” الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون “موديرنا” أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
-
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
جرعتان “أفضل” من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
-
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
-
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال “إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء… وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً”.
Source link