مجلس نيوز | majlis-news
تراجعت أسعار النفط الخام وسط توقعات بتوافق “أوبك” على زيادة إمدادات الخام في اجتماع الدول المنتجة غدا.
ولم يدعم الأسعار، الانتشار السريع للقاحات كورونا الذي عزز الآمال في نمو وتيرة تعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود في الأمد القصير، إضافة إلى تأثير خطة التحفيز المالي الأمريكية والانكماش المؤثر والمستمر في الإمدادات الأمريكية بسبب تعثر الإنتاج في حقول النفط الصخري.
ويقاوم الارتفاعات السعرية حالة الترقب التي تسود السوق انتظارا لاجتماع وزراء مجموعة “أوبك+” غدا لاستعراض وتقييم أساسيات السوق من عرض وطلب ومخزونات بعد تسجيل الأسعار أعلى مستوى في 13 شهرا وسط توقعات قوية بعودة المنتجين إلى زيادة الإمدادات النفطية بدءا من شهر نيسان (أبريل) المقبل.
وقال لـ”الاقتصادية”، مختصون ومحللون نفطيون “إن المنافسة بين “أوبك+” والمنتجين الأمريكيين يبدو أنها ستتراجع على نحو واسع في الفترة المقبلة، تحديدا بعدما أدرك المنتجون الأمريكيون أنه بعد أعوام من النمو غير العملي في العرض يجب التحلي بضبط النفس وعدم الاستجابة المتسرعة لصعود الأسعار، خاصة أن الوباء الذي أدى إلى انهيار أسعار النفط لم ينته بعد”.
وذكر المختصون أنه مع ارتفاع أسعار النفط إلى ما يقرب من 30 في المائة في الشهرين الماضيين يراقب التجار والمحللون منتجي النفط الصخري من كثب بحثا عن إشارات تدل على موقفهم من احتمال زيادة الإنتاج بكثافة مرة أخرى، مشيرين إلى أن أغلب المؤشرات ترجح الالتزام بالعمل على الحفاظ على استقرار الإنتاج على الرغم من حالة عدم اليقين التي تهيمن على الأسواق.
وأكد سيفين شيميل مدير شركة “في جي آندستري” الألمانية أن المكاسب السعرية تتواصل على الرغم من تقلبات السوق المتلاحقة، مبينا أن انتشار اللقاحات يدعم الطلب على نحو واسع إضافة إلى تأثير خطة التحفيز المالي الأمريكية وتقلص إمدادات النفط الصخري.
وأشار إلى أن إنتاج النفط الأمريكي يبلغ حاليا نحو 9.7 مليون برميل يوميا، أي أقل من العام الماضي بنحو ثلاثة ملايين برميل قبل انهيار الأسعار.
وأوضح أن الحذر يهيمن على كل المنتجين حاليا سواء في “أوبك+” أو المنتجين الأمريكيين، لكن إذا اطمأن الجميع إلى انتهاء الجائحة واستقرار وتيرة المكاسب السعرية فسيحدث اختلاف في المعنويات في السوق ومن ثم قد يعود كثير من المشغلين الخاصين بطريقة جريئة إلى إضافة الآبار والحفارات، لأنهم قادرون على تحقيق عوائد أسرع مع تحسن أسعار النفط.
من جانبه، روبين نوبل مدير شركة “أوكسيرا” الدولية للاستشارات يقول “إن اجتماع الخميس لوزراء “أوبك+” هو اجتماع محاط باهتمام وترقب واسع في السوق انتظارا لما سيسفر عنه من تحديد حجم الزيادات التي ستضاف إلى العرض بدءا من نيسان (أبريل) المقبل، ولذا وجدنا تقلبات سعرية نتيجة تباين التوقعات بشأن هذه الخطوة المفصلية للسوق في ظل مرحلة تعاف تدريجي من تداعيات وباء كورونا”.
ولفت إلى أن أكثر المتابعين اهتماما لقرار “أوبك+” هم المنتجون الأمريكيون، حيث تشير إحصائيات أمريكية إلى أن المنقبين من القطاع الخاص في طريقهم إلى إنفاق ثلاثة مليارات دولار في الأشهر الثلاثة الأولى فقط من هذا العام ليتضاعف الرقم من أدنى مستوياته في عام 2020، وقد يواصلون الحفر بمستويات أعلى في الربع الثاني إذا حافظت الأسعار على وتيرة المكاسب المتوالية.
من ناحيته، ذكر ماركوس كروج كبير محللي شركة “أيه كنترول” لأبحاث النفط والغاز أن كلا من “أوبك+” والمنتجين الأمريكيين يستفيدون من الفترة الراهنة في إعادة حساباتهم وتقييم أساسيات السوق، مشيرا إلى أن أغلب التوقعات الدولية ترجح أن تزيد “أوبك+” إنتاجها وفق خطة التدرج المعلنة سابقا، كما من من المتوقع أن يبدأ الإنتاج الأمريكي في النمو من النصف الثاني من هذا العام.
ولفت إلى أن اجتماع الخميس سيحافظ على قيود المعروض على الرغم من ضغوط بعض الأعضاء للعودة إلى وتيرة الإمدادات السريعة والوفيرة، مؤكدا قناعة كبار المنتجين بالاستمرار في استراتيجية دعم التوازن في السوق وهو ما يتطلب الحفاظ على مستوى جيد من التخفيضات، بينما تأمل المجموعة أن يسير المنتجون الأمريكيون في مسار الحذر نفسه وعدم العودة إلى الإمدادات الوفيرة التي تعطل أهداف تحالف “أوبك+”.
وأوضح أن الأشهر الستة المقبلة ستكون كاشفة للمنتجين في منظمة أوبك وخارجها في تعزيز الامتثال لخطط توازن العرض والطلب.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط أكثر من 1 في المائة أمس وسط توقعات بأن توافق “أوبك” على زيادة إمدادات الخام في اجتماع الأسبوع الجاري، ما أضعف المعنويات التي تضررت بالفعل جراء مخاوف من تباطؤ الطلب الصيني.
وبحسب “رويترز”، نزل خام برنت 80 سنتا ما يوازي 1.3 في المائة إلى 62.89 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:54 بتوقيت جرينتش، بعدما فقد 1.1 في المائة في اليوم السابق. وخسر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 69 سنتا ما يوازي 1.1 في المائة إلى 59.95 دولار للبرميل، وكان قد هبط أمس الأول 1.4 في المائة.
ولامس الخامان أقل مستوياتهما في أكثر من ستة أيام مع استمرار الخسائر التي بدأت في نهاية الأسبوع الماضي.
وقال ساتورو يوشيدا محلل السلع الأولية لدى راكوتن سيكيورتيز “إن التوقعات بزيادة منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفائها في مجموعة “أوبك+” إنتاج النفط من نيسان (أبريل) يدفع الأسعار إلى الهبوط”.
وتابع “المخاوف من زيادة إمدادات “أوبك+” وانتهاء خفض السعودية الطوعي بواقع مليون برميل يوميا الشهر الجاري يضغط على أسعار النفط”.
وتجتمع “أوبك+” غدا لبحث عودة ما يصل إلى 1.5 مليون برميل من الخام إلى السوق.
وخلص مسح لـ”رويترز” إلى أن إنتاج “أوبك” النفطي تراجع في شباط (فبراير)، إذ عزز خفض طوعي من جانب السعودية التخفيضات المتفق عليها مع منتجين حلفاء، منهيا سبع زيادات شهرية متتالية.
وأكد رئيس منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سوق النفط العالمية تستعيد التوازن بعد أن قوبل انهيار في الطلب بفعل جائحة كوفيد – 19 بقيود على الإنتاج من جانب المنتجين في المنظمة.
وقال ديامانتينو أزيفيدو رئيس “أوبك” لـ”رويترز” في مقابلة “أسعار الخام مستقرة نسبيا.. نرى قدرا من التوازن بين الطلب والعرض”.
بينما ذكر محمد باركيندو أمين عام “أوبك” أن المنظمة ترى أن آفاق سوق النفط العالمية إيجابية بشكل عام، وأن التأثير السلبي للضبابية من العام الماضي يواصل الانحسار.
وفي رسالة على “تويتر” أمس، نُقل عن محمد باركيندو قوله “إن التطورات الإيجابية على صعيد الاقتصاد العالمي ومتانة الطلب في آسيا عاملان مشجعان”.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 64.24 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 64.37 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس “إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع له على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 62.01 دولار للبرميل”.