▪︎ مجلس نيوز
.
المناطق_متابعات
بعد أكثر من 36 ساعة ساعة كاملة من إعلان اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في إيران الاربعاء الماضي، صدر البيان الأول لجماعة الإخوان حول الحادث وبعدها بـ 24 ساعة أخرى صدر بيان ثاني وفق العربية.
وفجر البيانان وتأخرهما عدة أسئلة، منها على سبيل المثال ما هو سبب التأخير والإنتظار ليومين كاملين، وماذا يحمل البيانان من رسائل قد تكشف مستقبل حركة حماس المرتبطة ايدلوجيا وبنيويا بل وعسكريا بالتنظيم الدولي للإخوان؟ وما مصير ارتباط حماس بإيران بعد اغتيال أكبر قائد في الحركة وسط العاصمة الإيرانية وفي مقر يخضع كلية لحراسة الحرس الثوري؟
وقبل الإجابة على تلك الأسئلة يجب الإشارة لما تضمنه بيان الإخوان الأول فقد احتوى البيان على عبارات معروفة سلفا في أدبيات الجماعة مثل قائد يذهب وآخر يأتي، وغير ذلك، لكن كانت العبارة الأهم وهذه جديدة في مفردات بيانات الجماعة هي تلك العبارة التي تقول “فقد ترك هنية الدنيا وما فيها إلى الآخرة حيث لا غدر، ولا صخب ولا نصب، ولا خذلان ولا مهانة.
أما البيان الثاني فقد احتوى على دعوة لاعتبار اليوم السبت يوم انتفاضة كبرى من أجل فلسطين استجابة لدعوة إسماعيل هنية في كل ربوع فلسطين، وفي مخيمات اللجوء والشتات.
3 رسائل مهمة
تعليقاً على ذلك، قال اللواء عادل عزب، مسؤول ملف النشاط الإخواني الأسبق بجهاز الأمن الوطني المصري لـ”العربية/الحدث.نت” أن البيانين مرتبطان ببعضهما البعض ويحملان 3 رسائل مهمة، يجب الإنتباه لهما ، الأولى هي دعوة إخوانية صريحة لحركة حماس كي تعود لحضن لتنظيم الدولي بدلا من الإرتماء في حضن إيران، والثانية إشارة إلى وجود غدر حسب وصف البيان الأول، وخذلان في حماية هنية ومسؤولي الحركة وهو اتهام غبر مباشر لإيران بتقصيرها في حمايته، والثالثة هي تأكيد ارتباط الحركة بالتنظيم الدولي، رغم اعلان هنية نفسه في العام 2015 عدم ارتباط الحركة بجماعة الإخوان في مصر أو التنظيم الدولي.
وللتفسير والتوضيح أكثر يشير المسؤول الأمني المصري السابق إلى أنه يتوقع حدوث تراجع في دور إيران وفك واتباطها ببعض تنظيمات الإسلام السياسي بالمنطقة، خلال الفترة المقبلة ، واستبدالها بالجناح الإخواني في محاولة لتهدئة الأوضاع في غزة، مضيفا أن سياسة الاغتيالات قد تضطر معها حماس للتصعيد أو اختيار قيادات سياسية، موالية للاتجاه الإخواني، بل سيدفع ذلك الأمر التنظيم الدولي للجماعة إلى ابعاد القيادات الموالية لإيران داخل الحركة.
كما قال إنه يجب التأكيد أيضا أن صلب حركة حماس كتنظيم كان وسيظل يعمل تحت راية التنظيم الدولي للإخوان عقائدياً ودعوياً.
بل إن فرع جماعة الاخوان في فلسطين ممثلة في حركة حماس، من أقدم أجنحة التنظيم الدولي، وتأسس فرع الإخوان بفلسطين منذ الثلاثينات وأثر عدم الإعلان عن هويته أو تبعيته للتنظيم الدولي للإخوان إلا في العام 2007، حيث أعلن رسمياً أنه ضمن أفرع التنظيم والجناح العسكري للتنظيم الدولي.
ادعاء بالتخلي عن الجماعة الأم
كذلك، أضاف المسؤول الأمني المصري أنه وبعد فشل الاخوان في الاستمرار في حكم مصر وعقب ثورة 30 يونيو 2013، إدعت حماس تخليها عن الجماعة الأم، وبدأت عام 2015 في إزالة صور محمد مرسي والقيادات الإخوانية من شوارع غزة، مشيرا إلى أنه من المعروف عن أدبيات الجماعات الاسلامية عموماً وعلى رأسها الاخوان هو إخفاء الصراع ونفيه، والإيعاز بوجود انقسامات داخلها على خلاف الحقيقة لإرباك الأجهزة الأمنية والرأي العام، مؤكدا أن جماعة الاخوان عندما يحدث بينها وبين الأنظمة الحاكمة في الدول التي بها فروعها خلافات، فإنها تتعمد إظهار وجود صراعات علنية، وتفتعل صراعات ظاهرية أمام الجميع لتشغل به مراكز الأبحاث والدراسات والأجهزة الأمنية، حتى يعتقد الجميع أن الجماعة أوشكت على التفكك والسقوط وهو غير صحيح.
وقال المسؤول الأمني المصري إنه عندما ننظر إلى حوادث الإغتيالات الأخيرة ونستعرض أسماء القادة الذين تم اغتيالهم على يد إسر ائيل، فإننا نجد أن جميعهم موالون لإيران، وهنا يبدو السؤال الأبرز، لماذا ورطت إيران حركة حماس في أحداث 7 أكتوبر وتخلت عنها مرحلياً في هذه الفترة ؟.
“العودة لحضن الإخوان بدلاً من إيران”
ويجبب المسؤول الأمني بالقول “من واقع خبرتي أرى أنه يدور الآن في الكواليس ترتيبات لإعادة الحركة لحضن الإخوان بدلاً من إيران”.
وحول بياني الإخوان عن اغتيال هنية قال المسئول بجهاز الأمن الوطني المصري السابق ، إن البيانين يؤكدان على أن الجماعة الأم وهي التنظيم الدولي للإخوان، تعلن للجميع وبوضوح أنها ما زالت مستمرةً وقائمة تحت قيادة مرشدها الجديد صلاح عبد الحق، كما يحمل اليان الأول مناشدة لحركة حماس وقياداتها الجديدة أن تستمر بالعمل تحت راية الاخوان وتذكيرهم بأن حسن البنا وأحمد ياسين هما القادة التاريخيين للإخوان في مصر وفلسطين.
“غدر من المقربين”
وفق ما يقول المسؤول الأمني فقد تعمد البيانان عدم الإشارة أو استنكار أو التنديد بالهجوم على طهران، رغم أن ما حدث يمثل اعتداءا على ايران، بل ألمحت إلى أن هنية تعرض للغدر والخيانة، ومعروف أن الغدر لا يكون إلا من المقربين، وليس إسرائيل المعروفة بالعداء لحماس وقياداتها.
ويتابع “إن أجنحة التنظيم الدولي في أوروبا عرضت نفسها لتكون لها دور في تهدئة الأجواء، خاصةً أنه لا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه الاتحادات الإخوانية في أوروبا في تنظيم المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مضيفا أنه من الطبيعي إصدار بيانات عن التنظيم الدولي بعد الحادث بقليل، إلا في الحوادث التي يكون بها غموض حيث تأخر البيان لحين عرض وجهة النظر الإيرانية وهو ما حدث في حادث اسماعيل هنية”.
وأعلنت إيران وحركة حماس مقتل هنية، في طهران بعدما حضر للمشاركة في مراسم أداء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية الثلاثاء.
Source almnatiq.net