▪︎ مجلس نيوز
أكد التقرير الشهري لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أن الطلب العالمي على النفط الخام في 2021 سيظل دون تغيير عن تقييم الشهر الماضي ما يعني تسجيل نمو 600 ألف برميل يوميا، مشيرا إلى أن الطلب على النفط في الربع الثالث من العام الجاري أثبت مرونة وجاء مدعوما بارتفاعات قوية.
وأشار التقرير إلى أن أنشطة التنقل والسفر ولا سيما في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تأثرت نسبيا جراء زيادة خطر الإصابة بجائحة كورونا حيث جاء معظم الحالات من متغير دلتا في المقام الأول وهو ما بث حالة من الضبابية على توقعات الطلب على النفط في الربع الأخير من العام الجاري ما أدى إلى تعديلات نزولية لتقديرات الربع الرابع من 2021.
وذكر التقرير أنه نتيجة لذلك تم تعديل الطلب على النفط في النصف الثاني من العام بتسجيل انخفاض طفيف ما أدى جزئيا إلى تأخير تعافي الطلب على النفط إلى النصف الأول من العام المقبل حيث يقدر الآن الطلب العالمي على النفط في 2021 بمتوسط 96.7 مليون برميل يوميا.
وأضاف التقرير أنه في 2022 من المتوقع أن ينمو الطلب على النفط بقوة بنحو 4.2 مليون برميل يوميا أي أعلى بنحو 0.9 مليون برميل يوميا مقارنة بتقييم الشهر الماضي، مشيرا إلى أنه تم إجراء التنقيحات من قبل منظمة التعاون والتنمية وغير الأعضاء في المنظمة.
وتوقع التقرير أن يكون الانتعاش في أنواع الوقود المختلفة أقوى مما كان متوقعا، ومن المرجح الآن أن يصل الطلب على النفط في 2022 إلى 100.8 مليون برميل في يوميا متجاوزا إمدادات النفط العالمية قبل اندلاع الوباء.
ولفت التقرير إلى أنه تم تعديل نمو إمدادات السوائل من خارج أوبك في 2021 بمقدار 0.17 مليون برميل يوميا مقارنة بتقييم الشهر السابق بسبب تعديل نزولي قدره 0.5 مليون برميل يوميا في الربع الثالث من 2021، موضحا أن التنقيحات تعود بشكل رئيس إلى انقطاع الإمدادات في أمريكا الشمالية بسبب حريق في منصة بحرية في المكسيك والاضطرابات الناجمة عن إعصار إيدا.
وذكر التقرير أنه تم تعديل إنتاج بحر الشمال بالخفض بسبب تقلص الإنتاج عن المتوقع في الربع الثالث من العام الجاري ما أدى إلى توقع نمو سنوي منخفض قدره 0.9 مليون برميل يوميا بمتوسط 63.8 مليون برميل في اليوم فيما لا تزال الدوافع الرئيسة لنمو العرض في 2021 كما هي من خلال كندا وروسيا والصين والولايات المتحدة والبرازيل والنرويج حيث من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة نموا سنويا بنسبة 0.08 مليون برميل يوميا.
وأشار التقرير إلى أن توقعات نمو الإمدادات من خارج أوبك في 2022 لم تتغير عند 2.9 مليون برميل يوميا وسط مراجعات موازنة بمتوسط 66.8 مليون برميل يوميا.
وأوضح أن المحركين الرئيسين لنمو المعروض من السوائل هما روسيا والولايات المتحدة تليهما البرازيل والنرويج وكندا وكازاخستان وجيانا ودول أخرى في مجموعة إعلان التعاون “أوبك +”.
وتوقع التقرير أن تنمو سوائل الغاز الطبيعي التابعة لمنظمة أوبك 0.1 مليون برميل يوميا في كل من 2021 و 2022 إلى متوسط 5.2 مليون برميل يوميا و5.3 مليون برميل يوميا على التوالي.
وحول إنتاج النفط الخام في أوبك، أشار التقرير إلى ارتفاع الإنتاج في آب (أغسطس) بمقدار 0.15 مليون برميل يوميا على أساس شهري ليصل إلى متوسط 26.76 مليون برميل يوميا.
من جانب آخر، استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على مكاسب قياسية بسبب المخاوف من تقلص الإنتاج الأمريكي بشكل واسع بسبب الأضرار التى خلفها إعصار إيدا إضافة إلى توقعات جديدة بتعافي الطلب العالمي بوتيرة سريعة.
وقال لـ”الاقتصادية”، مختصون ومحللون نفطيون إن أسعار النفط الخام ارتفعت فوق 70 دولارا للبرميل بسبب انكماش المعروض وحالة استعادة الإمدادات النفطية البطيئة في خليج المكسيك بالتزامن مع توقعات نمو الطلب وتقلص المخزونات النفطية خلال الربع الرابع من العام الجاري.
وأوضح المختصون أن الأضرار الناجمة عن إعصار إيدا في خليج المكسيك الأمريكي الذي ضرب المنطقة قبل أسبوعين ما زالت مستمرة ولم يتم استئناف بعد ما يقرب من نصف إنتاج النفط الخام في منطقة الإنتاج الرئيسة، بحسب البيانات الأمريكية.
وأشار المختصون إلى وجود بيانات عن زيادة ملحوظة في الواردات النفطية الصينية حيث ينتظر التجار أيضا حصص استيراد إضافية لمصافي التكرير الخاصة في الصين ما قد يحفز عمليات الشراء المتجددة في السوق النفطية في الأسابيع المقبلة.
وقال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية إن سوق النفط الخام تتجه إلى تسجيل مكاسب جديدة ومتعاقبة في الربع الرابع من العام نتيجة ارتفاع الاستهلاك في فصل الشتاء في أوروبا والولايات المتحدة اضافة إلى وجود حالة من الندرة المتزايدة فيما يخص وضع المعروض النفطي العالمي على الرغم من الزيادات التى تقوم بها مجموعة المنتجين في “أوبك+”.
وذكر أن السوق النفطية تعتبر الزيادات التي تقوم بها “أوبك+” محدودة التأثير في العرض ولا يمكن أن تقود إلى وفرة في الإمدادات، مشيرا إلى تقارير صادرة عن مجموعة “جولدمان ساكس” تفيد بأن خطط تحالف “أوبك+” لمواصلة استعادة الإنتاج تدريجيا لن تعطل جهود التعافي واستعادة التوازن في السوق خاصة مع إطلاق الصين غير المسبوق للنفط الخام من المخزونات في الاحتياطي الاستراتيجي.
من جانبه، أكد ألكسندر بوجل المستشار في شركة “جي بي سي إنرجي” الدولية أن الطلب العالمي يتعافي بوتيرة سريعة في ظل انتعاش حركة النقل ورفض العديد من دول العالم العودة إلى قيود الإغلاق المشددة لمواجهة متغير دلتا من فيروس كورونا إضافة إلى التفاؤل المحيط بتسارع وتيرة توزيع اللقاحات واحتواء انتشار الوباء في الصين بشكل خاص.
وأوضح أن مجموعة المنتجين في “أوبك +” تسيطر بقوة على الإمدادات النفطية وتلعب دور المحرك والقائد للسوق بشكل واع ومدروس وتحافظ على موقفها الحذر من زيادة الإنتاج تدريجيا، مرجحا أن تواصل سوق النفط الخام التشديد أكثر في فترة نهاية العام الجاري.
من ناحيته، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة إن الوباء لا يزال مصدر قلق في آسيا وهو ما يجعل انتعاش الطلب هشا والسوق تتطلع إلى استقرار وتيرة التعافي في الطلب العالمي مع انحسار منشود في الوضع الوبائي، مبينا أن المخزونات النفطية في الاقتصادات الرئيسة تسجل انخفاضا ملحوظا.
وأشار إلى أنه لم تتم بعد إعادة تشغيل ما يقرب من نصف إنتاج النفط الخام في خليج المكسيك الأمريكي وهو ما يعني مزيدا من الضغوط على العرض إضافة إلى استمرار مكاسب الأسعار، لافتا إلى تأكيد بنوك استثمارية دولية أن الاضطراب الناجم عن العاصفة يعد بمنزلة صدمة صعودية غير عادية للسوق.
بدورها، قالت نايلا هنجسلتر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية إن مكاسب أسعار النفط قوية وقد تواصل الصعود إلى الأعلى في الوقت الذي تلتزم فيه مجموعة المنتجين في “أوبك+” بخطة استعادة الإنتاج المتوقف سابقا بسبب أزمة الوباء بينما تستعد الصين لإطلاق غير مسبوق للنفط الخام من مخزوناتها الاستراتيجية.
ولفتت إلى انخفاض مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها منذ أيلول (سبتمبر) 2019 وهو مؤشر على استمرار صعود الطلب رغم ضغوط الجائحة وتجدد الإصابات في بعض الدول الآسيوية، مبينا أن أحدث الإحصاءات تشير إلى أن ما يقرب من 48.56 في المائة من إنتاج النفط الحالي ونحو 54.39 في المائة من إنتاج الغاز الحالي في خليج المكسيك لا يزال مغلقا نتيجة لتأثيرات وأضرار إعصار إيدا.
وفيما يخص الأسعار، صعد النفط أمس محققا مكاسب للجلسة الثانية إذ تلقت السوق الدعم من مخاوف بشأن توقف إمدادات في الولايات المتحدة، أكبر منتج في العالم للخام، عقب الأضرار الناجمة عن الإعصار إيدا بجانب توقعات بزيادة الطلب.
وبحسب “رويترز”، ارتفع خام برنت 67 سنتا أو 0.9 في المائة إلى 73.59 دولار للبرميل في حين زاد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 66 سنتا أو ما يعادل 1 في المائة إلى 70.38 دولار للبرميل.
وفي وقت مبكر من الجلسة، سجل الخامان أعلى سعر لهما منذ الثالث من أيلول (سبتمبر).
وقال هاوي لي الخبير الاقتصادي لدى بنك أو.سي.بي.سي السنغافوري “يبدو أن أسعار النفط ربما تستمر في الانجراف من 70 إلى 75 دولارا كما ذكرنا سابقا”.
وأضاف “لا تزال الأسواق بحاجة إلى وضوح حول تداعيات الفيروس بعد المدى القريب جدا. وإلى أن نحصل على ذلك، يبدو أن معظم الأصول، ومنها النفط، ربما قد تستمر في التحرك صعودا ونزولا”.
ولا تزال ثمة مخاطر على الإمداد من إفراج الصين المزمع عن النفط من الاحتياطيات الاستراتيجية في الوقت الذي تعززت فيه آمال إجراء محادثات جديدة حول اتفاق نووي أوسع بين إيران والغرب.
وقالت الصين أمس إنها ستعلن تفاصيل خطتها لمبيعات النفط الخام المزمعة من الاحتياطيات الاستراتيجية في الوقت المناسب.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 71.98 دولار للبرميل الجمعة الماضي مقابل 71.82 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 72.56 دولار للبرميل.