▪︎ مجلس نيوز
لا ينبغي أن تؤدي الأنباء بشأن احتمالية رفع العقوبات على ايران ووصول المزيد من إمدادات النفط الإيراني إلى السوق، إلى اضطراب لميزان العرض والطلب وانخفاض الاسعار لأن ذورة انتاجها تُشكّل أقل من %3 فقط من إنتاج النفط العالمي.
انتعاش السوق مع العودة التدريجية للطلب على النفط تجعل أوبك+ في وضع مريح نسبياً للتعامل مع احتمال عودة الإمدادات الإيرانية دون تقويض لجهود إعادة توازن السوق.
من المتوقع أن ترتفع إمدادات اوبك+ بما يصل إلى 2.1 مليون برميل يوميا بحلول شهر يوليو، مما يعني أن تصل تخفيضات الإنتاج إلى 5.8 مليون برميل يوميا، وهو ماتم انعكاسه بالفعل على السوق المادي الذي يشهد تحسناً ملحوظاً، والاسعار التي لا تزال مستدامة ليس بسبب قوة الطلب القادمة وحدها ولكن يرجع الفضل إلى إدارة اوبك الفعّالة في تقليص الإنتاج، ومواصلة مراقبة تطور السوق عن كثب، ولكن هذا لا يمنع حدوث من مفاجآت.
لا يبدو أن تخفيضات إنتاج أوبك+ تتأثر بالزيادة المحتملة في الإمدادات الإيرانية، بينما بعض محللي السوق قلقون من أن النفط الإيراني قد يغمر السوق مسبباً خلل قصير الأجل في توازن السوق واتجاه هبوطي للاسعار.
زيادة الإمدادات الإيرانية أصغر بكثير حتى لامتصاص زيادة الطلب في الصيف المقبل، حيث تشير فروق أسعار النفط في السوق المادي إلى تضييق قادم في المعروض لأن الانتعاش المدفوع بالطلب يُعوّض الأزمة الحالية في الهند ويفوق احتمالية العودة السريعة للنفط الإيراني، وهذا يتجسد جلياً في أسواق النفط المادية للبراميل الفورية التي شهدت انتعاشاً مع رغبة المتداولين في دفع فروقات مرتفعة للبراميل الفورية في SPOT Market.
لذلك لا يبدو أن عودة 2.1 مليون برميل يوميا من الإمدادات إلى السوق ابتداء من شهر يوليو سوف يكون لها تأثير هبوطي على السوق على الرغم من تزايد إصابات فيروس كورونا في الهند. أيضاً، لا يبدو أن إمكانية زيادة إنتاج إيران سوف تؤثر على الأسعار هبوطا كما أن بدء العقوبات الاقتصادية على إيران في شهر يونيو 2019 لم يؤثر على الأسعار ارتفاعا.
من المتوقع ارتفاع الطلب على النفط 6 ملايين برميل يوميا في النصف الثاني لعام 2021، لذلك السوق سيكون قادر على استيعاب الزيادة من العرض، حيث تتسارع برامج التطعيم ويبدأ الناس في السفر أكثر، خاصة مع توقع اقتراب الطلب للوصول الى مستويات ما قبل الجائحة بنهاية الربع الرابع من هذا العام.
قد يكون هناك مغزى من التصريح الروسي قبيل اجتماع اوبك+ مطلع شهر يونيو بأن اسواق النفط العالمية تعاني حالياً من عجز بنحو مليون برميل يومياً. جاء ذلك مواتياً تنبؤات “بنك جولدمان ساكس” الذي ابقى على توقعاته لأسعار النفط عند 80 دولار للبرميل بحلول نهاية العام على الرغم من احتمال عودة النفط الإيراني إلى السوق وبدأت ايران في تخزين نفط في الناقلات العائمة في البحر حتى قبل رفع العقوبات، وتم تخزين نحو 32 مليون برميل.