▪︎ مجلس نيوز
حرمة مدينة عريقة، لكن أفعالها كبيرة، عمرها تجاوز سبعمائة عام ولا يزال أهلها يستعينون على قضاء حوائجهم بالتضامن والإخاء ودائما وأبدا لا ينتظرون بقدر ما يبادرون. سد مياهها الشهير أسسه الأجداد المزارعون يدا بيد وحجرا فوق حجر، لتكمل تشييده وزارة الزراعة والمياه فيما بعد، إيمانا بأهميته وبجدية أبناء البلدة. وعلى المنوال ذاته من الإصرار والتفوق ظهرت للعيان كثير من المشاريع والمنجزات الفردية والاجتماعية والتجارية.
رواد أعمال يشار إليهم بالبنان في المملكة والعالم، صقلت شخصياتهم المبادرة والمحبة للعمل بين جنبات حرمة. أدباء وكتاب وشعراء نهلوا معارفهم الأولى من مكتباتها وأنديتها وملتقياتها. بقايا مسرح صغير مفتوح في أطراف البلدة القديمة، أطلاله تشهد كغيره من الإسهامات على تاريخ من الأمسيات والإبداعات. لتؤكد هذه المدينة الوادعة في كل مرة وتجربة، أن إسهامات أهلها الصغيرة كفيلة دوما بنثر إبداعات عظيمة يقودها مزيج من الإصرار والتفاني الذي جبل عليه أهل حرمة سدير.
وفيصليها العنابي المتوج بكأس الملك ليس طارئا على هذه الثقافة بقدر ما هو جزء من نسيجها المؤسس، إذ لم يركن بدوره لنشاط دون الآخر أو لعبة أكثر من غيرها، بل كان اهتمامه بالنشء وشباب حرمة متنوعا ومتعددا، ثقافيا، رياضيا، وفنيا. وتفوقه اليوم بأغلى بطولة ينهل من بئر المثابرة والإصرار التي ميزت نجاحات حرمة وأبنائها.
قصة عنابي سدير مثال ناصع لنجاحات حرمة، إذ لا يمكن تجاهل العمل الجماعي المميز الذي أوجدها منذ الإعداد في دوري الدرجة الأولى وصولا لدوري المحترفين باستراتيجية طويلة المدى، ثم الحفاظ على وجوده بين الكبار بكامل الندية الفنية والإدارية أعواما طويلة، حتى توج أخيرا بكأس الملك سلمان بن عبدالعزيز.
إنجاز جديد يضاف لغيره من منجزات حرمة سدير، لتبقى فورة الحماس وخلطة النجاح مشعلا يحمله ويتناقله أبناء المدينة المجبولة على الفوز والتتويج يوما بعد يوم وعملا دؤوبا مجدا بعد آخر.